‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات تاريخية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات تاريخية. إظهار كافة الرسائل

هل تعرف من هو المقاتل الذى قتل 100 من الفرس فى معركة واحدة؟

هل تعرف من هو الصحابي البطل المقاتل الذي قتل بيده 100 من الفرس مبارزة متوالية في معركة واحدة؟
الذي قال عنه عمر_بن_الخطاب : لا تولوه جيشا من جيوش المسلمين لئلا يهلكهم بشجاعته ؟
إنه بطل من أشجع مقاتلي التاريخ البشري على الإطلاق وللأسف لا يعرفه إلا القليل ..
انه الصحابي الجليل البراء_بن_مالك رضي الله عنه .. البطل العظيم .. صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وأخو خادمه أنس بن مالك
تميز البراء رضي الله عنه بالشجاعة والفروسية و الإقدام .. فقد كان يقاتل في سبيل إعلاء كلمة (لا إله إلا الله) و الفوز بالشهادة .. وكان يبحث عن الجنة مهما كان الطريق شاقًا أو صعبًا ..
وكانت غزوة أُحد أول مشاهد البراء في صحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان رضي الله عنه ممن سار إلى الحديبية مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبايعه..
تابع البراء مسيرة الجهاد فحضر الكثير من الغزوات منها غزوة حنين والفتح، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره .. منهم البراء بن مالك.
وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بدأت قبائل العرب ترتد عن الإسلام .. وتصدّى لهم سيدنا أبو بكر الصديق والمسلمون وفي معركة #اليمامة احتمى أصحاب مسيلمة الكذاب بحديقة تعرف بحديقة الموت، فحاصرها المسلمون .. ثم قال البراء: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم أنا أفتح لكم باب الحصن بإذن الله.. فاقتحم الجدار وقاتلهم حتى فتح باب الحديقة للمسلمين.. فكان النصر .. وفي هذا اليوم جُرح البراء بضعة وسبعين جرحًا.
وفي يوم فتح (تُستر) من بلاد فارس أنقذ البراء أخيه أنس حين حاصر المسلمون الفرس في إحدى القلاع، فأخذ الفرس يقذفون سلاسل من حديد من فوق الحصن معلق بها كلاليب من فولاذ حميت بالنار .. فعلق كلاب منها بأنس رضي الله عنه .. فلما رآه البراء جرى إلى جدار الحصن وأمسك السلسلة التي تحمل أخاه وجعل يعالج الكُلاب ليخرجه ويداه تحترق وهو لا يأبه لذلك.. حتى أنقذ أخاه ووقع على الأرض وأصبحت يداه عظامًا ليس عليها لحم!
وحمي الوطيس واشتد النزال فانطلق بعض المسلمين ناحية البراء وقالوا:
يا براء إنك لو أقسمت على الله لأبرك، فقال البراء: اللهم إني أقسم بك عليك أن تمنحنا أكتاف عدونا وأن ترزقني الشهادة وجوار نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
فانتصر المسلمون و قُتل البراء شهيدًا رضي عنه وعن سائر صحابة نبينا الكرام.

هؤلاء أجبروا الانجليز على طلب الجلاء

الإسماعيلية فى ديسمبر 1951.. سعى الإنجليز إلى الجلاء عن المدينة الباسلة ، وتوسلوا إلى المسئولين أن يحموا إنسحابهم وإخلائهم للإسماعيلية .. خلف هذا التوسل الإنجليزى عشرات القصص البطولية لفدائيين وهبوا أرواحهم فداءا للحرية ، وهذه مساحة موجزة عن بعضهم ..
عبد المنعم أمين هاشم ..
كان منبطحا على الأرض يرد على الطلقات التى تتجه نحوه ، وإستطاع وكيل الأنباشى عبد المنعم أن يسكت أكثر من مدفع ثرثار ، ورغم هذا فلم يتركه الإنجليز وزملائه بل واصلوا إطلاق النار لقتلهم ، وكانت معظم الطلقات تتجه من سطح أحد المنازل القائمة بجوار المحطة ، فزحف عبد المنعم على بطنه ، وكلما قطع 5 أمتار كان يتظاهر بالموت ، وأخيرا دخل ميناء المحطة زاحفا حتى وصل إلى المظلة وإعتلاها ليحدد المكان الذى إحتمى فيه الإنجليز وراحوا يطلقون منه النار ، ورأى السطح ، ورأى بينهم ضابطين يتعاونان على إطلاق النار من المدفع ، فصوب إليهما طلقة ثم أخرى .. وسقطا على بعضهما ، وقفز من فوق المظلة ثم عاد إلى موقعه ، وهناك إكتشف أن زميلا له مازال جريحا فى الميدان قرر أن يعود للميدان رغم إعتراض زملائه ، وبعد دقائق فتح عليهم الباب ووصل حاملا زميله فوق كتفه ، وكان مازال حيا .
قرنى عثمان ..
توالت طلقات الإنجليز من كل مكان ، وأخذ الأنباشى " قرنى عثمان أحمد " يصوب بندقيته إلى كل من يراه من الجنود الإنجليز ، وإنحنى للحظات ليفحص زميله المصاب ، وعندما عاد ببصره للمعركة ، وجد نفسه وجها لوجه أمام ضابط بريطانى ، فأطلق عليه رصاصه فى الحال وقتله ، وبعد قليل شاهد قرنى فى شرفة منزل جانبى إنجليزيا يستخدم مسدسين ، فأدار فوهة بندقيته نحوه وأصابه برصاصة فى صدره .. فى اليوم التالى عندما بدأت المعركة من جديد ، نجح قرنى فى التسلل لنادى الطيران ، وهناك قتل ضابط إنجليزى وجنديين ، وفر هاربا تاركا الإنجليز فى حالة ذعر .
محمد الباهى ..
كان الشاويش محمد الباهى فى ميدان المحطة – أول الميادين التى بدأت فيها معركة الحرية – سقط إلى جواره الأونباشى " خليل " ، فحمله الباهى إلى مكتب التلغراف وطلب له رجال الإسعاف ، وأسرع بالعودة إلى موقعه فى ميدان المحطة ، وبعد دقائق إزداد رصاص صادر من منزل إنجليزى قريبا منه كانت تقتنص المصريين فى الميدان ، زحف الباهى على بطنه تجاه نافذة المنزل ، فشاهد يدا ناعمة تطلق النار .. إقترب من النافذة وعندما إمتدت اليد الناعمة ضربها بقوة بمؤخرة بندقيته فسقط المسدس وصرخت الإنجليزية بعد أن كسر لها عظمة الكف .. سألوه : لماذا لم تقتلها ؟ .. رد الباهى : إحنا هنعمل زى الإنجليز ونقتل الحريم ؟ كفاية عليها كده .
عباس شعبان محمد ..
لم يمنعه عمله سائقا فى بلوك النظام فى الإشتراك فى المعركة ، حيث إستطاع أن يهجم بسيارته على جنديين يحملان مدفعا ، فمر عليهما بسيارته ، وحمل المدفع فى الجيب ، وعاد إلى حيث ضرب النار المتبادل ، ونام تحت سيارته وأخذ يضرب كل سائق سيارة إنجليزة تمر أمامه ، ويتصيد الإنجليز من الشرفات ، وإستطاع أن يسكت أكثر من شرفة ، وإنطلق يبحث عن الجرحى المصريين وحملهم بسيارته إلى المستشفى .

روائع من التاريخ الإسلامى

البطل المسلم الذي وقف أمام الزحف الصليبي في الفلبين

هل تعرف من هو البطل المسلم الذي وقف أمام الزحف الصليبي في الفلبين وقضى عليهم ..؟
بل عندما هددوه أرسل إليهم رسالة يقول فيها :
"بسم الله الرحمن الرحيم .. من سلطان المسلمين في الفلبين إلى القس البرتغالي ماجلان، وصلني تحذيرك الذي تطلب فيه منّا باسم المسيح أن نسلمك أرضنا لزعمك بإن العرق الأبيض أحق وأولى بأرضنا منا، أما أنا فأقول لك: بسم الله.. إن الدين لله، وإن الإله الذي نعبده نحن المسلمون هو إله جميع البشر على اختلاف أعراقهم وألوانهم فتقدّم إلينا يا كلب الصليب."
عام 1519م قام القسيس اللص"ماجلان" بعدما شارك في قتل المسلمين في الأندلس بعقد صفقة مع ملك إسبانيا يقوم بموجبها بالهجوم على ديار المسلمين ليعمل على تنصيرهم بقوة النار .. وبالفعل وصل إلى الفلبين وسرق أموال المسلمين واغتصب جنوده النساء المسلمات وأضرموا النار في بيوتهم إلى أن وصلوا إلى جزيرة ماكتان التي يحكمها الحاكم المسلم البطل #لابو_لابو أو لابو ألبو ..
فرفض التسليم لماجلان رغم أن ملوك الجزر الأخرى استسلموا.. فبعث إليه ماجلان رسالة يتوعده فيها ويطالبه بالاستسلام لأنهم من العرق الأبيض وهم أحق بالأرض من المسلمين !!!
فقام البطل المسلم #لابو_لابو بتشكيل جيش من المدنيين وسلّحه بأسلحة بدائية وحارب به أقوى جيش في العالم وحارب بنفسه في هذا الجيش وأطاح البطل #لابو_لابو برأس القس #ماجلان في المعركة وقتل كل الحرس الإسبان المحيطين بهذا الصليبي القذر ..
وهزمهم شر هزيمة ولم ينجوا من الجيش الإسباني إلا سفينة واحدة عادت إلى إسبانيا لتبشر ملكهم بالهزيمة ..

أعقل المجانيين

أعقل المجانيين
=========
دخل بهلول يوما إلى دار الحكومة في الكوفة ، فجلس على مسند الوالي و أخذ يقلد الوالي في افعاله , فلما رآه الحرس و الحجاب ضحكوا عليه ، ثم ادركوا ان الوالي لو دخل عليهم و وجد بهلول جالسا على مسنده سوف يبدل ضحكهم إلى بكاء ، لذا هرعوا إلى بهلول - بعد أن نصحوه أن ينزل من مسند الوالي فأمتنع - و أخذوا يضربونه حتى أنزلوه .
ذهب بهلول إلى زاوية من القصر و صار يبكي ، و في هذه الأثناء دخل الوالي فرأى أن وضع القصر غير طبيعي ، ، سأل رئيس الحرس و قال : " ما الذي حدث ؟ "
قال رئيس الحرس - بعد أن انحنى تعظيما للوالي - : " سيدي ، إن بهلولا جلس على مسند الوالي ، فلما وعظناه بالنزول عنه امتنع ، ثم اضطرنا إلى ضربه " .
ذهب الوالي إلى بهلول فوجده يبكي ، قال له : " عليك بالصبر ، فإن الذي يعمل عملا مخالفا للقانون عليه أن يوطن نفسه لمثل ذلك " .
قال بهلول : " ايها الوالي إني لا أبكي على نفسي " .
تعجب الوالي لذلك و قال : " فما السبب في بكائك ؟ "
قال بهلول " إني جلست على مسندك دقائق فنزل بي من العذاب ما ترى , فكيف بك و قد جلست عليه سنوات ، فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب إلا الله "

شيخ المجاهدين " عمر المختار "

 



عمر المختار "إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، إنا لله وإنا إليه راجعون".
 
ينسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة، ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في هضبة المرماريكا في الجهات الشرقية من برقة، وقد وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.
تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل، وقد أظهر المختار من الصفات الخلقية السامية ما جعله محبوباً لدى شيوخ السنوسية وزعمائها متمتعاً بعطفهم وثقتهم، وعندما غادر السيد المهدي الجغبوب إلى الكفرة سنة 1895م، اصطحب معه عمر المختار.

شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً، ثم عين شيخاً لزاوية عين كلك ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية. وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور.

ولقد عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م، وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي، درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف، وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، أذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم، ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913، وعشرات المعارك الأخرى. وحينما عين أميليو حاكماً لبرقة، رأى أن يعمل على ثلاث محاور، الأول قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا، والثاني قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي، والثالث قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا. ولكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م، ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.

بعد الإنقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922، وبعد الإنتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.

بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين، فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة، وتولى هو القيادة العامة.

بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية، أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية، وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر، وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار، كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح، وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين، أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م، وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار، ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.

ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الإستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين، فخرجت حملة في يناير 1928م، ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم، إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم، والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين، انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا. وتوالت الإنتصارات، الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية، حيث عين بادوليو حاكماً على ليبيا في يناير 1929م، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م، وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منها مغادرة البلاد إلى الحجاز ومصر أو حتى البقاء في برقة والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات، رفض كل تلك العروض، وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الإختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم، ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أما ألاعيب الغزاة. وصحت توقعات عمر المختار، ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين، وقد دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها في كتاب "برقة المهدأة":
q   قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
q   إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
q   فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
q   تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
q   العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
   
إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان بإحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة، وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج، وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف، وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة، وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.

وفي 11 سبتمبر 1931م نشبت معركة عند بئر قندولة والوديان المجاورة استمرت يومين، ووقع عمر المختار في الأسر، ومن أسلنطة أرسل بحراسة قوية إلى مرسى سوسه حيث نقلته مركب حربية في نفس اليوم إلى بنغازي. وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر قادماً من روما عن طريق طرابلس، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار، يذكر كتاب (برقة المهدأة):
"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح." وكان أول سؤال وجهه له غرسياني لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الإيطالية؟" فكان ردّ عمر المختار "من أجل ديني ووطني."

ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد، فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يدين كانت مكبلة بالحديد."

انعقدت محاكمة عمر المختار بعمار الحزب الفاشيستي (مجلس النواب البرقاوي أيام إمارة السيد ادريس على برقة) وكانت المشنقة قد جهزت قبل انعقاد المحكمة، ونفذ حكم الإعدام شنقاً في 16 سبتمبر 1931م في مدينة سلوق أمام جموع غفيرة من أبناء وطنه. وسيظل المختار حيا أبدا في قلوب الشرفاء من هذه الأمة.

سيرة ذلك الرجل سيرة عطرة، روحها إيمان وحب شديد لقيوم السماوات والأرض، ورغبة أكيدة في الشهادة في سبيل الله، مظهرها قتال مرير للمستعمر حتى آخر قطرة من الدماء. لعل هذه الأمة التي أنجبت الأبطال أمثال الشريف والمختار والباروني وبالخير وسيف النصر وغيرهم وأنجبت الصناديد أمثال احواس ورفاقه، لا تبخل في إنجاب أبطال آخرين سيغيروا مجرى التاريخ وتزدهر على آيديهم البلاد ويقوى كيانها وتستطيع الوقوف من جديد.